عرض مشاركة واحدة
  #52  
قديم 09-18-2012, 02:43 PM
محب سدير محب سدير غير متواجد حالياً
عضو متألق
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 212
معدل تقييم المستوى: 0
محب سدير is on a distinguished road
افتراضي رد: المعتصر شرح كتاب التوحيد

باب احترام أسماء الله تعالى
وتغيير الاسم لأجل ذلك
عن أبي شريح: أنه كان يكنى أبا الحكم؛ فقال له النبي r: «إن الله هو الحكم، وإليه الحكم» فقال: إن قومي إذا اختلفوا في شيء أتوني، فحكمت بينهم، فرضي كلا الفريقين فقال: «ما أحسن هذا فما لك من الولد؟» قلت: شريح، ومسلم، وعبد الله. قال: «فمن أكبرهم؟» قلت: شريح، قال: «فأنت أبو شريح»، رواه أبو داود وغيره.
قال الشارح:
المسألة الأولى: شرح الترجمة:
الاحترام: يقصد به التوقير والتعظيم.
ومعناه هنا: ألا يتسمى بأسماء الله على التفصيل الذي سوف يأتي.
أسماء: جمع اسم، والاسم مأخوذ من السمة وهي العلامة، وقيل من السمو وهو الارتفاع. فيكون لفظ مشترك يدل على العلامة، وعلى التمييز وهو الارتفاع.
أسماء الله: الإضافة بمعنى اللام أي: الأسماء المختصة بالله.
وتغيير الاسم: هذا على الوجوب.
لأجل ذلك: اللام للتعليل أي: علة التغيير احترام أسماء الله.
المسألة الثانية: ما حكم التسمي بأسماء الله؟
على أقسام:
الأول: أسماء لا تصلح إلا لله، مثل "الرحمن، الله، القدوس، الرب"، إذا قطعت عن الإضافة رب العالمين. فهذه الأسماء يحرم التسمية بها، والتسمية بها من باب الشرك في توحيد الأسماء والصفات، قال تعالى: ]لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ[ [الشورى: 11].
الثاني: أسماء مبنية على ملاحظة الصفة، وهو أن يكون الاسم يتسمى الله به وسُمي به المخلوق بناءً على صفة قامت في هذا المخلوق، وهذا لا يجوز.
وهو المقصود في الحديث، فإن الحكم من أسماء الله، وهذا الرجل كُنيّ أبا الحكم؛

لأن التكنية مبينة على ملاحظة صفة فيه وهو أنه يحكم بين الناس، فنهاه النبي r عن ذلك.
ومن أمثلته: لو أن رجلاً اشتهر بالرحمة فسُمي الرحيم أو رحيمًا، فهذا لا يجوز؛ لأن هذه التسمية مبنية على صفة تسمى الله بها.
مثال ثاني: رجل مشهور بالغلبة فسُمي الغالب، أو معروف بالقوة فسُمي القوي أو أبا القوة.
أما لو أن رجلاً مشهور بالذكاء وسُمي ذكيًا بناءً على هذه الصفة، فلا يدخل؛ لأن اسم الذكي ليس من أسماء الله.
سبب المنع في هذا القسم: لأنه شابه أسماء الله؛ لأن أسماء الله تدل على أوصاف فهي أعلام وأوصاف، أما الخلق فإن أسمائهم للعلمية فقط، فإن كانت أعلام وأوصاف فقد شابهت أسماء الله.
علاقته بالشرك، هل هو من الشرك الأصغر؟
الجواب: نعم في باب الأسماء والصفات.
الثالث: أن تكون أسماء للعلمية المحضة، فلو سمينا شخصًا بالحكم لمجرد العلمية، أو سُمي حكيمًا أو سُمي رحيمًا لمجرد العلمية، فهذا جائز.
ولذا فإنك تجد أن بعض الصحابة يسمى الحكم ولم يغيره الرسول؛ لأن المقصود به العلمية المحضة، ولم يلحظ به الصفة، أما هذا فهو جائز.
الرابع: أسماء ظاهرها التزكية «وهذا القسم ذكرناه من باب الاستطراد والفائدة للمناسبة».
فهذه الأسماء إذا كان ملاحظًا بها الصفة عند التسمية فهذه لا تنبغي، وإن كان يقصد بها مجرد العلمية فهذه تجوز.
مثال ذلك: "صالح" لو سُمي صالحًا لمجرد العلمية فإنه يجوز، وإن سُمي "صالحًا" ملاحظًا بها الصفة بعد وجودها. فهذا لا ينبغي لأنه تزكية قال تعالى ]فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ[.

ومثله: اسم إيمان. إن كان للعلمية جاز، لكن تكره من باب آخر لعدم تسمي السلف بذلك ولأنها قد يصحبها مفاسد مثل قولهم: هل عندكم إيمان يقصد «هل هي موجودة» يقال: لا، وهذا قبيح، ومثله: كامل، ومثله: "خالد" لو لوحظ فيه صفة الخلود مع أنها لا تكون فلا يجوز.
المسألة الثالثة: هذا في الأسماء وبقي الصفات.
فهل باب صفات الله مثل باب أسماء الله؟
الجواب: نعم.
الحديث: «إن الله هو الحكم، وإله الحكم».
أبو شريح: اسمه هاني بن يزيد الكندي، ويكنى بأبي الحكم، والكنية: ما صدر بأب أو أم.
وهذه الكنية في أبي الحكم مبنية على ملاحظة الصفة. فقال النبي r منكرًا هذه التسمية «إن الله هو الحكم»، هذا من باب الإنكار، وفي نفس الوقت من باب بيان العلة، وهذا من أحسن الأشياء أن تبين علة الحكم.
هو الحكم: هو الحاكم الذي لا يرد حكمه سواء كان شرعًا أم قدرًا.
ويُقاس عليه أسماء الله كالقوي والعلي.
وقوله: وإليه الحكم: أي الفصل بين القضاء.
فقال: عن قومي: أي من أنتسب إليهم.
شيء: نكرة فتدل على العموم.
فحكمت بينهم: هذه الصفة التي لوحظت عند تسميته، ويُقاس عليها كل صفة لوحظت.
رضي كلا الفريقين: أي حصل الرضا بحكمه.
فقال الرسول: ما أحسن هذا: هذا ثناءً على فعله؛ لأنه كان يحكم بين الناس بالصلح، وهذا قبل إسلامه، وعلى هذا فيجوز الحكم بالصلح، وأن الذي يحكم بالصلح العادل فقد أحسن، ولو كان كافرًا كما أنه يكون نافذًا إلا الصلح المخالف للشريـعة. ومـا يسمى صلحًا عند القبائل وهو في الحقيقة أعراف وعادات وسلوم

يحكمون بها فهذا شرك أكبر.
ما أحسن هذا: يؤخذ منها جواز الثناء على عمل الكافر غير الحربي إذا كان حسنا.
ومثله قوله: «أصدق كلمة قالها شاعر ...».
فمالك من الولد: اللام فيه كاللام في قوله «أنت ومالك لأبيك».
الولد: بمعنى المولود، وهذا الذي ورد في الكتاب والسنة، أما عند العامة فيخصونه بالذكر.
مسلم: هذا ملاحظ فيه العلمية.
فمن أكبرهم: أي سنًا، فيه أن السنة التسمية بأكبر الأولاد.
فأنت أبو شريح: لم يكنه الرسول بأفضل هذه الأسماء.
رواه أبو داود والنسائي، وقال ابن مفلح: إسناده صحيح.
مناسبة الحديث: أن الأسماء التي تشبه أسماء الله، إذا لوُحظ فيها الصفة فإنها لا تجوز، ويجب تغيير الاسم.
مسألة: بقي بعض الأسماء، كالمنتقم والقديم والباقي، فلو سمي بها شخصًا مع ملاحظة الصفة، فهل حكمها مثل حكم ما سبق؟
الجواب مبني على أقوال أهل العلم فمنهم من يمنع أن تلك من أسماء الله فعليه يجوز وهذا مذهب المتأخرين. ومن العلماء من يجعلها من أسماء الله كابن منده وغيره فعليه يمنع من ذلك.
مسألة: التسمية بأم الحكم هل ه يمثل أبي الحكم؟
نعم. لأن العبرة بالمعنى وهذا مبني على اختيار سفيان في المنع من شاهان شاه لأن المعنى واحد.
ومثله: عم الحكم، وأخو الحكم، لأن أساس اسم الحكم لا يجوز، فكل ما سبقه من كنية أو إضافة فكذلك.
مسألة: اللقب لو لوحظ فيه الصفة فهل هو مثل الكنية؟
اللقب: هو كل ما أشعر بمدح أو ذم.
مثال اللقب: الصدق، الفاروق، زين العابدين، أما لقب الصديق والفاروق فهذا

رد مع اقتباس