عرض مشاركة واحدة
  #51  
قديم 09-18-2012, 02:42 PM
محب سدير محب سدير غير متواجد حالياً
عضو متألق
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 212
معدل تقييم المستوى: 0
محب سدير is on a distinguished road
افتراضي رد: المعتصر شرح كتاب التوحيد

وضابطها: أن الله تسمى بها أو اتصف ثم يقولها لغيره على وجه العموم والإضافة.
حكمه: لا يجوز، وهو من باب الشرك بالألفاظ، وهو من الشرك الأصغر.
القسم الثاني: ألا تكون من أسماء الله ولا صفاته، ولكن تقال على وجه العموم، فهذه لا تنبغي. مثل: شيخ الإسلام، أو شيخ المسلمين؛ إلا أن يقصد به أبو بكر فهذا حق.
وشيخ الإسلام: "أل" فيها للعموم، فلا ينبغي إطلاقها على أبي العباس ابن تيمية ولا غيره من العلماء غير الصحابة وعندي الأفضل تركها.
1- لأن فيها تزكية.
2- تشبهة بالأعاجم.
3- لم ترد، ومثله: تاج الدين، وأما تقي الدين: فإن فيها تزكية أيضًا.
4- ولأن فيها اعتداء على الصحابة فإذا كان هذا شيخ الإسلام فماذا يكون أبو بكر وعمر وغيرهما.
5- ولحديث «أنزلوا الناس منازلهم» ومنازل العلماء أقل من منازل الصحابة.
6- واقتداء بالرسول r حيث قال «أحب أن ترفعوني فوق منزلتي» الحديث، فالتسمي بشيخ الإسلام رفع فوق المنزلة.
أمير المؤمنين: يجوز إن قيدت ببلد معين وزمن معين، إلا أن قصد فيها أبو بكر وعمر أو من له إمارة عامة لجميع المؤمنين وإن قيلت على وجه العموم من باب الإغاظة للكفارة والمنافقين فلا مانع لحديث «إنما الأعمال بالنيات» ولقوله تعالى: ]وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ[ الآية.
أما حجة الإسلام، أو حجة الله، فهذه لا يجوز إطلاقها إلا على الرسل، فهم حجة الله على خلقه.
ومثل ذلك: عالم العلماء، وشيخ المشايخ، وأزهد الزهداء، وإمام الأئمة، وبطل الأبطال.
ما حكم كنية "صاحب الجلالة" و"صاحب السمو" و"صاحب الفخامة"؟
الجواب: هذه فيها تزيكة وتعظيم فلا تجوز لقوله r: «لا تقولوا

للمنافق سيد فإنكم إن قلتم ذلك أغضبتم ربكم» رواه الحاكم، ولأنه فيها كذب فإن كلمة صاحب تدل على المصاحبة وهذا إدعاء أن الجلالة مصاحبة لهم وأن السمو والرفعة مصاحبة لهم.
ما حكم قول: المفتي الأكبر.
هذه لا تجوز أيضًا للأدلة السابقة.
أما هذه الألفاظ لو قُيدت فإنها تجوز، كما جاء في الحديث «أقضاكم علي» أخرجه العراقي.
في الصحيح عن أبي هريرة عن النبي r قال: «إن أخنع اسم عند الله رجلٌ تسمى ملك الأملاك، لا مالك إلا الله».
أخنع: أوضع.
اسم: مأخوذ من السمة وهي العلامة، ومأخوذ من السمو وهو الارتفاع، وهو ما يطلق على الشخص يقصد به تميزه عن غيره.
وكان وضيعًا عند الله مقابلة للمتُسَمي بنقيض قصده، لأنه لما ترفّع وتعاظم بهذا الاسم كان وضيعًا عند الله، وهذا يدلنا أن الأسماء التي فيها تعظيم وجبروت أن الله يبغضها، ويدل في المقابل أن الأسماء التي فيها تذلل وخضوع لله فإنه يحبها، ولذا جاء في الحديث «أحب الأسماء إلى الله "عبد الله" و "عبد الرحمن"».
والأسماء التي فيها تعبيد لله على قسمين:
1- ما كان معبدًا لاسم خاص بالله، مثل: عبد الله، عبد الرحمن، عبد القدوس، عبد الرب، فهذا أكمل.
2- ما كان يطلق على الله وعلى غيره، فهذه أقل منها رتُبةً مثل: عبد الملك، وعبد العزيز.
رجل: هل تدخل المرأة في هذا الباب إذا سُميت بتسمية الرجل هنا؟
هنا فيها قولان لأهل العلم:
1- لا. لا تدخل لعدم المشابهة في التسمي لا في اللفظ ولا في المعنى.

2- أنها تدخل على اختيار سفيان لأن المقصود المعنى وهنا يحصل المعنى.
ملك الأملاك: هذا من باب المثال، ويدخل ما هو في معناه.
لا مالك إلا الله: تعليل للمنع.
ولا: نافية للجنس، ومالك: اسمها، والخبر محذوف تقديره على كلام الشارح ابن قاسم "حق" لا مالك حق. أما غير الله فله ملك، لكنه ليس حقيقيًا وإنما هو ملك نسبي قاصر.
أما الدليل على أن الإنسان يملك فقوله تعالى: ]مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ[ [النور: 33] وقوله r: «يا فاطمة سليني من مالي ما شئت» والمقصود أن المخلوق يثبت له الملك، لكن لا يثبت له عمومية الملك، ولذا لا يُقال «ملك الأملاك» لأنه عموم.
قال سفيان: مثل شاهان شاه.
سفيان: هو ابن عيينة.
شاهان شاه: هذه عند فارس معناها ملك الأملاك، وهذا يدل على أن التحريم للمعنى بأي لفظ أو لغة كانت؛ حتى لو كانت باللغة الأعجمية والإنجليزية ومعناها العموم، فإنه لا يجوز. وهذا يدل أن اختيار سفيان أن المعنى سواء تشابه في اللفظ أو المعنى.
استدلال سفيان من باب القياس.
والقياس نوعان:
1- قياس الأولى.
2- قياس الشبه.
وقياس سفيان هنا من قياس الشبه. فمعنى شاهان شاه باللغة الفارسية: ملك الملوك.
وفي رواية: «أغيظ رجل».
مناسبة هذه الحديث: أن من تسمى بالأسماء التي تشبه أسماء الله على وجه العموم، فهذا لا يجوز.
علاقته بالتوحيد: أنه من باب الشرك الأصغر في الألفاظ، والمصنف بوب بـ"قاضي القضاة" مع أن الحديث في "ملك الأملاك".
فعنده أنها لا تجوز من باب القياس.

مسألة: تكملة للأسماء التي فيها عموم: وهي على قسمين:
1- عموم باعتبار الأشخاص والمسلمين ونحو ذلك مثل: شيخ المسلمين، أمير المؤمنين، شيخ المؤمنين، زين العابدين، قال الثوري: شعبة أمير المؤمنين في الحديث، وقيل عنه سيد المحدثين، ومثل سيد الشهداء قيلت في حمزة، وسيدا شباب الجنة قيلت في الحسن والحسين، مثل تاج المؤمنين، تاج العلماء، شيخ الموحدين، سلطان العلماء، شيخ المفسرين ونحو ذلك ...
2- عموم باعتبار المعاني وليس الأشخاص مثل شيخ الإسلام، شيخ التوحيد، زين العبادة، أمير الإسلام، أمير الإيمان، حجة الإسلام، مجدد الإسلام، مجدد التوحيد، صلاح الدين، تقي الدين، سيد الحديث، شيخ التفسير ونحو ذلك مثل أسد السنة تسمى به بعض العلماء ومثل قوّام السنة ومثل عز الدين وشرف الدين. والذي يظهر لي أنه ما ورد فيه من حديث أو أثر أو قول صحابي فلا مانع مثل سيد الشهداء وسيد شباب الجنة والمجدد لحديث «يجدد لهم دينهم» ولكن لا يسمى مجدد الإسلام بالعموم بل مجدد قرن كذا أو مجدد الدين في إقليم كذا لأنه قال «لهم دينهم».
مسألة: هناك أسماء وردت بها السنة مثل أسد الله قيلت لحمزة ومثل سيف الله قيلت لخالد بن الوليد ... وأما حجة الله فهذه خاصة بالرسول r.
والخلاصة:
1- أن أسماء التعاظم والعموم الأفضل فيها عندي الترك والرسول r لما قيل له سيدنا كره ذلك وقال لا يستجرينكم الشيطان. ونهى الرسول r عن قول أطعم ربك وعبدي لما فيه من التفاخر والتعاظم.
2- والآية ]فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ[.
3- ولأنها فيما أعلم ليس من هدي القرون المفضلة خصوصًا الصحابة.
وما ورد فيه النص فإنه يُكتفي بمن وردت فيه وتخصص به ويُحترم ذلك له.

رد مع اقتباس